المشتقات وعملها
الأَسماءُ المشتقة سبعة: اسم الفاعل، واسم المفعول، والصفة المشبهة، واسم التفضيل، واسم الزمان، واسم المكان، واسم الآلة.
والاشتقاق أَخذ كلمة من أُخرى مع تناسب بينهما في المعنى وتغيير في اللفظ مثل (حَسن) من (حسُن).
وأَصل المشتقات جميعاً المصدر.
1- اسم الفاعل وعمله:
يصاغ اسم الفاعل للدلالة على من فعل الفعل على وجه الحدوث: مثل: أكاتب أَخوك درسه، أَو على من قام به الفعل مثل: مائت سليم.
ويشتق من الأَفعال الثلاثية على وزن فاعل مثل: ناصر، قائل، واعد، رام، قاض، شادّ. ويكون من غير الثلاثي على وزن مضارعه المعلوم بإبدال حرف المضارعة ميماً مضمومة وكسر ما قبل آخره مثل: مُكْرِم، مُسْتغفِر، متخاصِمان، متجمِّع، مختار، مصطفٍ.
وإِذا أُريد الدلالة على المبالغة حُوّل اسم الفاعل إلى إحدى الصيغ الآتية:
فعَّال مثل: غفَّار ضرّاب.
مِفْعال مثل: مِقْوال.
فَعُول مثل: قؤول، غفور، ضروب.
فَعيل مثل: رحيم، عليم.
فَعِل مثل: حذِر.
ويلاحظ أَن أَفعال صيغ المبالغة كلها متعدية، وقل أَن تأْتي من الفعل اللازم.
وهناك صيغ أُخرى سماعية مثل: مِفْعل (مِدْعَس = طعانْ) فِعّيل ومِفْعيل ((للمداوم على الشيء) مثل سكِّير ومِعطير، وفُعَلة مثل هُمزَة ولمزَة وضُحَكة، وفاعول مثل فاروق وحاطوم وهاضوم، وفُعال مثل طُوال وكُبار، وفُعَّال مثل كبار وحسّان.
ملاحظة: صيغ ((فعول ومفعال ومِفْعل ومِفْعيل)) يستوي فيها المذكر والمؤنث نقول: رجل معطير وامرأَة معطير، ورجل رؤُوم وأُم رؤُوم.
عمل اسم الفاعل ومبالغاته:
يعمل اسم الفاعل عمل فعله المبني للمعلوم، تقول (أَزائرٌ أخوك رفيقَه = أَيزور أَخوك رفيقه). وقد يضاف إلى مفعوله بالمعنى مثل: (أَأَخوك زائرُ رفيقهِ) فرفيق مضاف إليه لفظاً وهو المفعول به معنى، هذا ولا يضاف اسم الفاعل إلى فاعله البتة على عكس ما رأَيت في المصدر، ويعمل في حالين:
1- إِذا تحلى بـ(ال) عمل دون شرط: المُكرم ضيفَه محمود، مررت بالمكرم ضيفَه إلخ.
2- إِذا خلا من (ال) فلابدَّ لعمله من شرطين:
أ- أَن يكون للحال أَو للاستقبال.
ب- أَن يسبق بنفي أو استفهام، أو اسم يكون اسم الفاعل خبراً له أَو صفة أَو حالاً مثل: ما منصفٌ خالدٌ أخاه - هل ذاهبٌ أَنت معي - أخوك قارئٌ درسه - مررت برجل حازمٍ أَمتعَته (وقد يحذف الموصوف إِذا علم تقول: مررت بحازمٍ أَمتعته) - رأَيت أَخاك رافعاً يده بالتحية.
ومبالغات اسم الفاعل تعمل عمله بشروطه وأَكثرها عملاً وزن ((فعَّال)) فمفعال ففعول ففَعِل: هذا ظلاَّمٌ الضعفاءَ - مررت بمنحارٍ الإِبلَ - القؤولُ الخيرَ محبوب - أَرحيمٌ أَبوك أَطفاله - ما حذرٌ عدوَّه.
هذا والمفرد والجمع من اسم الفاعل ومبالغاته في العمل سواء.
ملاحظتان:
1- يجوز في تابع المفعول المضاف إليه اسم الفاعل، الجر مراعاة للفظ والنصب مراعاة للمحل على نحو ما مر في المصدر.
2- يجوز تقديم معمول اسم غير المحلى بـ(ال) عليه، إلا إذا كان مجروراً بالإِضافة أَو بحرف جر أَصلي، تقول: أَهذا جارُ مُكرِمٍ ضيفه؟ ليس أَخوك مسيئاً إلى خصمه.
وفي غير هذين الحالين يجوز تقديمه تقول: (أَهذا ضيفَه مكرمٌ) و(ليس أَخوك خصمَه بمنصف). أَما المحلى بـ(ال) فلا يتقدم معموله عليه.
الشواهد:
(أ)
فلم يضرْها وأَوهى قرنَه الوعل | | 1- كناطحٍ صخرةً يوماً ليوهنَها</SPAN> |
الأعشى
وليس بولاَّج الخوالف أَعقلا | | 2- أَخا الحرب لبَّاساً إليها جِلالَها</SPAN> |
القُلاخ بن حزن
إذا عدموا زاداً فإنك عاقرُ | | 3- ضروبٌ بنصل السيف سوق سمانها</SPAN> |
أبو طالب
حتى أُبير مالكاً وكاهلا | | 4- والله لا يذهب شيخي باطلا</SPAN> |
شيخ معدٍّ حسباً ونائلاً | | القاتلين البطلَ الـحُلاحِلا</SPAN> |
امرؤ القيس
جحاشُ الكِرْمِلين لها فديد | | 5- أَتاني أَنهم مَزِقون عرضي</SPAN> |
الفديد: التصويت. الكرملين: ماء بجبل طيء - زيد الخيل
للحرب دائرة على ابَنْي ضمضم | | 6- ولقد خشيت بأَن أَموت ولم تدر |
والناذريْنِ إِذا لمَ آلقهما دمي | | الشاتميْ عرضي ولم أَشتمهما</SPAN> |
عنترة
غُفُرٌ ذنبَهُم غير كُفُرْ | | 7- ثم زادوا أَنهم في قومهم </SPAN> |
طرفة
بدُومة، تَجْرٌ دونه وحجيج | | 8- عشية سُعدى لو تراءَت لراهب</SPAN> |
على الشوق إِخوانَ العزاءِ هيوج | | قلى دينه واهتاج للشوق إِنها</SPAN> |
أبو ذؤيب
عوذاً تزجَّى بينها أَطفالُها | | 9- الواهب المئةِ الهجانِ وعبدها</SPAN> |
الأعشى
10- {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ، خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْداثِ كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ}[القمر: 54/6-7]
(ب)
ما ليس ينجيه من الأَقدار؟ | | 11- حذِرٌ أُموراً لا تضير وآمنٌ</SPAN> |
12- أَما العسل فأَنا شرَّاب
13- إِنه لمِنحارٌ بوائكها (سمانَها)
أَو عبدَ ربٍ أَخا عون بن محراق؟ | | 14- هل أَنت باعث (دينارٍ) لحاجتنا</SPAN> |
ليَ أَم هم في الحب لي عاذلونا؟ | | 15- ليت شعري مقيمٌ العذرَ قومي</SPAN> |
WriteSubChange(31)
</SPAN>